يقترب إيلون ماسك من تحقيق حلمه في إنشاء إنترنت فائق السرعة حول العالم أو ما يعرف بـ "الانترنت الفضائي"، والذي ينطلق من الأقمار الصناعية في المدار إلى الأرض، فمنذ إطلاقه في أكتوبر، وصل الإنترنت Starlink من SpaceX إلى أكثر من 10000 مستخدم على مستوى العالم وبدأ في تقديم 99 دولارًا للطلبات المسبقة للخدمة إلى المزيد من البلدان والمدن في جميع أنحاء العالم.
وحقق اختبار Starlink التجريبي العام، المعروف باسم "Better Than Nothing Beta"، نجاحًا كبيرًا مع أولئك الذين يعيشون في المناطق النائية في شمال الولايات المتحدة، حيث تم طرحه لأول مرة.
ماهو Starlink؟
تقوم SpaceX ببناء شبكة إنترنت فضائية موسعة في الفضاء تسمى Starlink، وقد أطلقت شركة الفضاء أول دفعة من أقمار ستارلينك الصناعية في المدار في مايو 2019، والآن، لديها أكثر من 1200 قمر صناعي جاهز للخدمة، ولعل الهدف هو وجود ما يصل إلى 42000 قمر صناعي في المدار بحلول منتصف عام 2027.
ويتم ربط الأقمار الصناعية في الجزء العلوي من صاروخ فالكون 9 الخاص بشركة سبيس إكس، ويتم إطلاقها في المدار، وعادةً ما يتم إطلاق 60 قمراً صناعياً في كل عملية إطلاق، ولعل الهدف هو إنشاء نظام نطاق عريض عالي السرعة تم إنشاؤه بواسطة الأقمار الصناعية التي تغلف الأرض وتوفر الإنترنت للناس خاصة في المناطق الريفية دون اتصال.
Starlink ليس رخيصًا
يبلغ الاشتراك في الإصدار التجريبي حاليًا 99 دولارًا شهريًا، ويكلف 499 دولارًا إضافيًا لمجموعة Starlink، والتي تتضمن حامل ثلاثي القوائم وجهاز توجيه WiFi ومحطة للاتصال بالأقمار الصناعية، وفي فبراير، بدأت SpaceX في تقديم طلبات مسبقة لـ Starlink إلى بلدان أخرى بحيث يمكن للمستخدمين الآن إيداع 100 دولار للحصول على الخدمة بمجرد توفرها.
أسرع سرعة تم تسجيلها حتى الآن هي 215 ميجابت في الثانية
صرحت شركة SpaceX في رسالة بريد إلكتروني إلى مشتركي Starlink beta في أكتوبر أنه ينبغي عليهم توقع سرعات تتراوح بين 50 و150 ميغابت في الثانية، مع انقطاعات متقطعة.
لكن بعض المستخدمين يحققون سرعات أعلى بكثير، وتُظهر قائمة جمعها مجتمع Starlink التابع لـ Reddit أن أسرع سرعة تنزيل حتى الآن كانت 209.17 ميجابت في الثانية، مسجلة في نيويورك، حيث سجل شخص واحد في ولاية يوتا في ديسمبر اختبار السرعة الخاص به والذي أظهر 215 ميجابت في الثانية.
فوائد Starlink
سرعة اتصال عالية: سيقدم Starlink سرعات اتصال تتجاوز أعلى سرعات الاتصال المتوفرة حاليًا، والسبب هو أن الأقمار الصناعية تنقل المعلومات بين بعضها البعض عبر الليزر، لكون الضوء ينتقل في الفراغ أسرع من انتقاله عبر أي وسط آخر (كالزجاج المُستخدم في كابلات الألياف الضوئية المُستخدمة حاليًا).
تحسين سرعة الاتصال في شبكات الهاتف المحمول الحالية: لن تكون خدمة Starlink خاصة فقط بالمُشتركين مُباشرةً بها، ممن يستفيدون منها عبر طبق الاستقبال الخاص، بل ستستفيد منها شركات الهاتف المحمول؛ لسد الثغرات الموجودة في خدمات الإنترنت التي توفرها، حيث تحصل أبراج الهاتف المحمول عادةً على اتصال الإنترنت الخاص بها عبر وسائل مختلفة، كالألياف الزجاجية، أو موجات المايكرويف، لكن مثل هذه الخدمات لا تصل إلى الأبراج في جميع الأماكن، وخاصةً الأماكن النائية ذات بنية الاتصالات التحتية السيئة، لهذا تلاحظ في الكثير من الأحيان هبوط سرعة اتصال الإنترنت في هاتفك المحمول من LTE إلى شبكة Edge على طرقات السفر، وفي المناطق النائية. لحل هذه المشكلة تستطيع شركات الاتصال تركيب أطباق استقبال Starlink على الأبراج التي لا تحصل على خدمة جيدة بالوسائل التقليدية، ثم إعادة توجيه الاتصال الفضائي عبر شبكة المحمول.
توفير خدمة اتصال سريعة ورخيصة في الأماكن النائية والمعزولة: يتطلب توفير خدمة إنترنت جيدة وجود بُنية تحتية للاتصالات عالية التكلفة، وهو ما لا يتوفر في كل مكان. لكن بفضل Starlink يمكن تركيب أبراج اتصال بتكلفة مُتدنية؛ لكونها لا تحتاج إلى أية تمديدات أرضية، بحيث تقوم هذه الأبراج باستقبال خدمة Starlink عبر الفضاء ثم توزيعها على المشتركين.
الخدمة متاحة في 6 دول:
كانت Starlink تعمل في البداية في أجزاء من شمال الولايات المتحدة وجنوب كندا، ومؤخراً في المملكة المتحدة، وفي فبراير، بدأت Starlink في فتح الطلبات المسبقة في أجزاء أخرى من العالم، حيث أكد الأشخاص في أستراليا ونيوزيلندا والمكسيك وأجزاء من الولايات المتحدة وكندا - حيث لم يتم تشغيل Starlink بعد - على Twitter و Reddit أنهم تمكنوا من إيداع وديعة للحصول على خدمة الإنترنت في منتصف إلى أواخر عام 2021.
ويمكن لمزيد من الدول إعطاء الضوء الأخضر لـ Starlink هذا العام ، بما في ذلك إسبانيا وإيطاليا والهند واليابان ومنطقة البحر الكاريبي، وفقًا لتقرير صادر عن Teslarati.
هل الإنترنت الفضائي هو المُستقبل؟
يبدو أن الإنترنت الفضائي سيلعب دورًا رئيسيًا في مُستقبل عالم الاتصالات، إذ إن Starlink لن تكون وحدها في هذا المجال. إذ أعلنت شركة OneWeb المملوكة لشركتي Airbus الأوروبية، و Softbank اليابانية عن مشروع مماثل، إضافةً إلى مشاريع مُشابهة من Telesat الكندية و LeoSat المدعومة من ممولين من اليابان، وأمريكا اللاتينية و Iridium الأمريكية.
التطور التقني والمُنافسة سيدفعان إلى تقليص الأسعار، وتحسين الخدمة. وقد لا يؤدي الاتصال الفضائي إلى استبدال شبكات الاتصالات التقليدية، لكنه سيُساهم بكل تأكيد في سد ثغراتها، وتحسينها، كما سيوفر الإنترنت السريع والرخيص، لمن لا يمتلكون وصولًا إلى تلك الشبكات أصلًا.
0 تعليقات